العلم نور وقوة

العلم نور وقوة

الكاتب: فيصل برهان
تحرير: ايمان احمد برهان
تاريخ النشر: ٢٠١٩

يدلنا كتاب الله تعالى على ان العلم والمعرفة قوة وضياء لخدمة الانسان في إعمار الأرض دينا ودنيا. تتجلى مكانة العلم ومتانته في كتاب الله في مواضع عديدة منها قصة نبي الله سليمان (ع) في جلب الملكة بلقيس وعرشها اليه. فكما نجد من القصة ان عفريتا من الجن قال لسليمان “انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك،” غير ان الذي يعلم مدى قوة العلم، “انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك.” (٧٢:٢٢) وهكذا كان. يقول السادة المفسرون في هوية الذي لديه علم الكتاب هوانسان كالخضر ممن آتاه الله العلم. وثمة اشارة قرآنية أخرى دالة لعزم المعرفة والعلم وهي “علمه شديد القوى.” (٣٥:٥) الذي علم رسول الله (ص)، رغم اختلاف العلماء في هويته، هو متين لان لديه العلم والمعرفة. ة.

العلم كما أكد السادة العلماء “هو المبرر الأول لاستحقاق الإنسان في إستخلافه في الأرض لإعمارها.” فلنرجع معا الى قصة خلق آدم اذ استفسرت الملائكة ربها قائلة، “أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني اعلم مالا تعلمون.” فظنُ الملائكة ان خلق آدم كخلق أنفسهم — للعبادة فقط. لكن السبب في خلق الانسان أكبر من ذلك–لإستخلافه في الأرض، لإعمارها، ولعبادته سبحانه وتعالى. ولهذا فهو الذي “علم آدم الأسماء كلها…(٢:٣١)، ورفع ” الذين امنو والذين أتوا العلم درجات…” (٨٥:١١) د 

 ولما كان العلم بالضرورة هو للبناء والترقي فالعكس بالضرورة يؤدي للدمار والخراب. فاذا ما انعدمت المعرفة والثقافة لدى أمة ما لربما غدت فريسة لعدوها وأصبحت ممثلة بمتفجرات وقنابل تدمر نفسها ومن حولها. ومن هنا تبدو أهمية اكتساب العلم جلية. فأول كلمة ألقيت على رسول الله (ص) هي “اقرا” ثم ما تلاها من آيات أخرى، منها: “اقرا وربك الاكرم الذي علم بالقلم… (٦٩: ١)، قسم الله تعالى بآلية العلم “نون والقلم وما يسطرون…،” لما له من أثر في بناء الأمم. (٨٦: ١) ثم يسال الله عز وجل “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟” (٩٣:٩) فهل لنا من إجابة ترضيه؟

والعلم بالضرورة هو المادة اللازمة لبني البشر لإقامة الدين على بينه ولتعمير الأرض ليس فقط لأنفسهم بل لكل الأجيال الإنسانية المتتالية بعدهم. يعلمنا ساداتنا العلماء انه من الاسباب لأمر الله تعالى للإنسان في النظر والتأمل بآيات الله في سمائه وارضه انما هو للتفقه والتدبر والتفهم في تفكيك مغاليق تلك الآيات لاستيعاب القوانين الطبيعية الكامنة خلفها لتسخيرها لعمارة الأرض وأداء الأمانة.

فتح الابواب المغلقة وطرد الظلمات بضياء العلم والمعرفة للتقدم هومن رحمة الله تعالى. اليس الله تعالى هو القائل “وما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها؟” اليس في تمكين الانسان من اختراق البر والجو والبحر وتسخيرهم لخدمة الرسالة رحمة؟  اليس التقدم في علاج الامراض وانشاء البحوث العلمية في المجالات التقنية الصناعية والزراعية والاقتصادية الا من رحمة الله بالناس؟  اليس ذلك كله نتيجة لمئات من دعاوى الخالق لنا لتفكيك مغاليق آياته الطبيعية في أرضه وسمائه؟ فما شأن امة اقرا اليوم—تقتل بعضها البعض وتخرب ديارها بأيديها؟

الم يحن على كل فرد منا ان يتعلم، ان يتثقف، ان يبتكر أن يتقدم للأمام منتصرسا لنفسه، لامته، ولربه. علينا بالاستجابة الى ربنا بقرع أبواب العلم والرشاد ثم العمل عليها. “هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ ،..وهل يستوي الأعمى والبصير؟ …هل تستوي الظلمات والنور؟” ارجو ممن كان ملما بالإنجليزية ان يتطلع على موضوع، الإبداع: جزء لا يتجزأ من حياة المسلم”. 

Innovations: An Integral Part of Muslim’s Life

اسال الله تعالى ان يعيننا على فتح مغاليق قلوبنا وامعان النظر في هذه الطبيعة الخلابة وآياتها وان لا يجعلنا كاللذين قال الله تعالى فيهم “مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا (أي تلقوا علوم) التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا (أي لم يعملوا بما تعلموا) كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ (بعدا وذلا وخسارة) مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين (٦٢:٥)،” والحمد لله رب العالمين. 


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.