الإسلام يحترم العلم في حركته المتطورة

بقلم الدكتور علاء الدين زعتري
تاريخ النشر:٢٠٢٢

الإسلام يحترم العلم في حركته المتطورة

أراد الإسلام للإنسان أن يغني ثقافته العلمية في أسرار الكون وسننه التي أودعها الله فيه.

وجعل الإسلام التفكير ضرورة حياتية، وكل ما كان كذلك فهو فريضة إسلامية، كما فضَّل تفكير ساعة على عبادة سنة([1])، ورأى أن العلم هو القيمة التي يرتكز عليها التفاضل، قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 9]. وأوضح الإسلام أن الإيمان يمر بطريق العلم، وأن مشكلة الكفر هي مشكلة جهل.

وتحدث الإسلام بمنطق القيمة الإيجابية، عن الذين يتفكرون في آفاق السموات والأرض بالدرجة التي يعرفون فيها أسرارها بطريقة عملية، قال الله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت: 53].

وهكذا يتحرك الإنسان في نور الإسلام في خط الفكر والعلم، مما يجعله حركة دائمة في اتجاه اكتشاف أسرار الكون ومكنونات الحياة وطرق سعادة الإنسان. 

وفي ضوء ذلك، كان لا بد للإسلام من تشجيع أي اكتشاف جديد يلغي الاكتشاف السابق من خلال ظهور الخطأ فيه، لأن المطلوب هو معرفة الحقيقة الكونية الدالة على الله، فلا قدسية لأية فكرةٍ علمية إلا بمقدار ما تمثّل الحقيقة.

وإذا كانت بعض السلطات تلتزم فكراً معيناً، أو رأياً خاصاً، لتمارس الاضطهاد على الذين يخالفونها فيه؛ وذلك بفعل القوة المهيمنة، فإن الإسلام لا يقبل هذه التصرفات ولا يتحمل وزر ذلك، لأن نصوصه أصلاً لا تسمح بمثل هذه التصرفات، بل لا توحي تعاليمه بذلك من حيث أسسه الإيمانية والفكرية. وليس الدين الإسلامي هو الذي يجمّد حركية الفعل، بل هو الاستكبار السلطوي في نظرته التقديسية إلى أوضاعه الفكرية والعلمية والسياسية وغيرها.

([1]) أخرجه ابن حبان في كتاب العظمة من حديث أبى هريرة بلفظ ستين سنة بإسناد ضعيف ومن طريقه ابن الجوزى في الموضوعات ورواه أبو منصور الديلمى في مسند الفردوس من حديث أنس بلفظ ثمانين سنة وإسناده ضعيف جدا ورواه أبو الشيخ من قول ابن عباس بلفظ خير من قيام ليلة.

 


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.