هضم الحقوق الأمنية للإنسان ظلم وفساد

بقلم فيصل برهان
تحرير: د. علاء الدين زعتري والانسة ثناء برهان
تاريخ النشر في اللغة العربية:٢٠٢٢ 

 شاهد فيديو لموضوع هضم الحقوق الأمنية للإنسان ظلم وفساد

-shatter of rights to security


الجزء الاول: مبادئ السلام والأمن في الإسلام

 

تدور هذه الرسالة التثقيفية حول مسألة هضم الحقوق الأمنية المهداة من الله تعالى لبني البشر، وربما تسفر عن ضخامة الأضرار والأذى من الجماعات المتشددة والعنفية  الناتجة عن الايدلوجيات المفرطة  المعتمدة من قبل المدرسة الوهابية وحزب الاخوان المسلمين. وجدير يالذكرأن الكاتب يبرز ماهية هذه الايدلوجيات ولا يوجه هذه الكتابة ضد أي شخص أو اشخاص معينين من هاتين الفئتين. 

ايجاز الموضوع

الإستقرار والأمان في الإسلام شيء مقدس. فقد وهب الله تعالى الأمان للبشرية لإرساء الحياة وقواعد ومبادئ الانسجام والألفة ولصوغ التغيير الاجتماعي والسياسي في المجتمعات البشرية بعيدا عن العنف والضرر. نجد قدسية الأمن والأمان في دعوة جميع الأنبياء لأقوامهم، صلوات الله عليهم أجمعين، فقد مارسوا اللين واللطف في التغيير الاجتماعي والإصلاحي الذي أنجزوه.

ومن ناحية أخرى، فإن التشدد الناتج عن المعتقدات والأيدولوجيات المذهبية لدى الوهابية وحزب الإخوان المسلمين والفرق العنفية الأخرى المنبثقة منهم، كالقاعدة وجبهة النصرة وجماعة التكفير والهجرة مخالف للوسطية والاعتدال الإسلامي، وخارق للحقوق الإنسانية المعطاة من الله تعالى في الأمن والسلام. الفئات المتطرفة الام ومن تفرع عنهم ربما سخروا آيات الله لتخدم سياساتهم ومصالحهم مستترين بقناع الدين.

 إن الاتجاه العنفي لا يخل في السلام والامن فحسب، بل ويؤثر سلبياً على الاقتصاد ومعايش الناس. فضلا ان هذه الفرق المتطرفة نشرت أيدولوجياتها المبتذلة وكأنها الإسلام نفسه، مضللين بذلك الأمم والشعوب عن حقيقة الدين.

تعريفات

القرآن يصف التدخل في معايش الناس وإعاقة السلام والأمن ظلم وفساد.
الظلم يقتضي الاضطهاد والاستعباد،
الفساد ينطوي على تعطيل نظام الحياة الطبيعية للبشر.
الإصلاح يغطي كل ميادين الحياة ويضم الابتكار للأمثل وصنع الفضائل والاستقامة.
الأمن هو التحرر من كل أنواع الضرر، وشعور الفرد بالاطمئنان والراحة النفسية يُصاحبها استقرار المجتمع وعدم الخوف.
  .المؤمن: من أقوى معاني المؤمن وأهمها هو الأمن، وإحدى أسماء الله الحسنى هي المؤمن مما يوجب تقديس الامن والأمان

الاستخدام الديني لكلمة المؤمن

يتجلى معنى كلمة المؤمن بالأمن في قصة أم موسى إذ ألقت بولدها وفلذة كبدها في النيل بوحي من الله تعالى.|{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى
قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
} [القصص: 10]، “من المؤمنين” أي: لتكون من “الآمنين” على طفلها أن يصاب بأذى وأنه سيعود إليها. وبهذه الطمأنينة والأمان أصبحت من المؤمنين وسكن قلبها الراحة والاستقرار.

وإننا لنرى رسول الله صلوات الله عليه يُقْسِمُ ثلاثاً أنه من خصائل المؤمن أن يطمئن جاره إليه.  عن أَبي هريرة: أَن النَّبيَّ صلوات الله وسلامه عليه، قَالَ: “واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا  يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ،  قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ.” مُتَّفَقٌ عليه 

أي أن نبي الله محمد يقسم ثلاث ان المؤمن الحق هو من امنه جاره وسلم من شره ونواياه الخبيثة: غُشه، ظُلمه، وسوء أفعاله وأذاه، الخ. كل هذه الصفات وما ماثلها هي من نوع الفساد لِخَلَلِها بأمن الجار ومن ثم المجتمع.

المقدمة

القرآن وصف العنف وتخريب الأوطان والمجتمعات بالفساد. من خلال دراسات حياة الانبياء وقصصهم يصل الباحث ويستوعب أن دعوتهم كانت سلمية وايجابية. كما يصل الباحث إلى أنه من عادى الأنبياء هم من اتخذ العنف والوحشية لمن خالف أهوائهم. في النهاية، المتشددين ومن استخدم العنف للوصول الى الحكم والكرسي بإسم الدين، هَشَّمَ معاني الإسلام  .القيمة ليصلوا إلى أهوائهم

وبنفس الوقت، نجد أن القرآن أسس التغيير الاجتماعي والمجتمعات الإنسانية ضمن خطى سلمية مبنية على العدل والسلوك التربوي الروحي. بدأ من إصلاح الفرد روحيا وأخلاقيا. 

المبادئ القرآنية للأخذ بالسلم، والبعد عن الضغينة والعِداء

بناء الحياة وحفظها وإعمار الأرض أمانة مقدسة من الله تعالى إلى البشرية. القرآن يتحدث عن هذا قائلاً: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61]. وقال أيضاً: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: 14].

لاحقاً، تحت عنوان (أمانة الله في بناء الأرض)، تتم مناقشة هذا المبدأ الأساسي والمحوري في كتاب الله في بناء الأرض.

بنظرة حكيمة، افتتح الدكتور خالد أبو الفضل، أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس، محاضرته بعنوان الانقسام السني الشيعي بالعبارة، (حين نتحدث عن موضوع الانفلاق السني الشيعي وما يماثله على أرض الإسلام، يجب أن نجيب على السؤال، كيف تُعالَج القوى السياسية السلطوية الفاسدة؟) مشيراً إلى تجاوزات تاريخية غير شرعية وغير إنسانية في حق هذه الأمة من قبل رجال أفسدهم حب التسلط والكرسي حتى ولو على حساب شَقْ الأمة وتفتيتها.

هذه الجماعات المتطرفة ربما تفرح في قتلها الناس على حساب نقاء الإسلام وخرق أمن العامَّة وتحضرهم. مع أن الإسلام يوفر إرشادات وافية للوصول الى حلول سلمية، بعيداً عن العنف، لحل المشاكل بين الناس ومجموعاتها. فمثلا، لا يوجد في كتاب الله كلمة أو آية  تدل على محاربة اليهود والنصارى أو أي فئة من الناس لإختلاف دينهم. بدلا عن هذا ـ وبشكل واضح ـ يستعمل القرآن لغة تدعوهم إلى الله، وإلى الأمور المشتركة باللطف والحسنى. فإن امتنعوا عن قبول الدعوى، فهذا لا يَدَعي انتحاء العنف أبداً، حيث جاءت تعاليم الله تعالى للمؤمنين بالقول، {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:   64]، أي: لا حراب، إنما نحن ماضين في الاستسلام لله رب العالمين .

ليس في هذا القول استياء ومضض، أو دعوة إلى عنف، بل هو أسلوب سِلمِي وشفاف. فالآية وبشكل واضح تقول: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]. كلاهما (الغامض والجلي)، تعاليم الله؛ خالية من التشتيت والتعويق واستخدام العنف في قلب المجتمع الواحد أو في أي مكان على الأرض.

اللغة النصية والسياقية للقرآن هي دوماً حاضنة للسلم والأمان بعيداً عن الجدل الموصل الى الاهتياج والغضب. من المناسب أن نستشهد بمقولة البابا جون بول الثاني والتي تقول:(العنف دوما يولد عنف، والحروب دوما تودي إلى هاوية الشر). فيلم تراث من السلام 

التعايش السلمي مع الملل الأخرى هو الأصل في الشريعة الإسلامية

يقول الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت: 46]. الاصل في التعامل مع كل الفرق الملية في الاسلام هو السلام. لمزيد من المعرفة حول أين ومتى يستخدم العنف في شرع الله، انظر موضوعنا،  السياسة الخارجية للإسلام: سلام أم حرب؟ 

زرع الايجابية في قلب الغريم

إبدال أعمال الشر بالفضيلة هو أحد المناهج القرآنية للتغيير الاجابي الفعال. يُعرب القرآن عن هذا قائلاً: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34. بالإضافة، يقول رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، “وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ“. رواه الترمذي 

هذا النداء الإلهي والنبوي صالح  لكل البشر، ومفتوح ليخترق ويتغلب على أصعب الخصال البشرية الكامنة في النفوس، وبخاصة في قلوب الأعداء ولكن ـ دوماً ـ بالعناية والطف. لننظر في هذه الآية: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 7]. وكيف لمثل نداء هاتين الايتين المفعمات بالرحمة أن لا تمنع الحِدَّةَ والتصادم؟

السلم والأمن فيِ سيَرْ الانبياء

القصص القرآنية، في مجملها، تدرب الانضباطية وتمنع العنفية في التحويل والتغيير البشري الاجتماعي. فكل الأنبياء بما فيهم نوح، داود، سليمان، إبراهيم، موسى، عيسى، ومحمد، صلوات الله عليهم اجمعين، تجنبوا العداوة والبغضاء بتبليغ الهدى والوحي المنزل إليهم. على سبيل المثال، نبي الله إبراهيم ـ بلطف وتمهل ـ خاطب أباه، {يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} [مريم: 42]. ثم أضاف مفسراً، {يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا} [مريم: 43 – 44]. ثم منبهاً مشفقاً منذراً، {يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [مريم: 45]. إلا أن أباه عاد إليه بلغة العنف قائلاً، {أَئنْتَ راغب عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} [مريم: 46]. فما كان من جواب إبراهيم إلا أن قال، {سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} [مريم: 47]. وهكذا، القرآن يدعو المؤمنين أن يبتعدوا كل البعد عن المشاحنات والتهديد والأذى، بل يدعوهم أن ينتحوا الإشفاق والصبر.

القرآن الكريم يذكر لنا مثلاً آخر مع نبي الله نوح  وابنه: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} [هود: 42، 43]

وبنفس السياق أمر الله نبيه موسى وأخاه هارون أن يخاطبوا فرعون بالكلمة اللينة على الرغم من تعسفه وبطشه، وقَتْلِه مَن قَتَلَ مِن قومه، وقوله أنا ربكم الأعلى. الامر الى موسى وهارون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44] على الرغم من استبدادية فرعون في قومه، لم يأمر الله تعالى موسى باستخدام القوة عليه أو على ملئه. وعلى العكس، أعطاه الفرصة للتوبة ويؤمن بالله من تلقاء نفسه.

ومن ناحية أخرى، يعود الأمر لله في معاقبة فرعون وليس لموسى ولا لهارون أو غيرهم من البشر. انظر لاحقاً، (الله وحده الذي يعاقب أو يغفر).

ليس لأحد أن يمثل دور الله في العقاب 

بلغ جهل المغالون إلى القيام بقتل الناس وبشراسة تبعاً لفتوى. ولكن في شرع الله، القاضي والقضاء الشرعي هما من يحكم في العقاب ونوعيته. عندما تقوم عملية تفصيلية قضائية واستقراء واستقصاء، عندها ربما يقتضي الحاكم بإزهاق روح إنسان. عنوة على ذلك أنه من رحمة الله في خلقه أنه فتح للإنسان باب التوبة إلى ما قبل موته. ولكن بلا رحمة ولا شفقة، بل بتكبر وعجرفة، تجاوز الغلاة هذه النعمة في رحمة الله، وقتلوا وذبحوا الناس بالآلاف ولأتفه الأسباب. انظر مقالنا ـ بالانجليزية ـ داعش نشوؤها، مشربها ومنحاها، ونهايتها.

  ISIS Formulation Orientation and Destination

الله ـ في أقصى سيادته وهيمنته ـ هو الوحيد الذي يحاسب و يعاقب وهو الذي يعفو و يرحم. معالجاً لهذه النقطة، أتى وحي الله قائلاً: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة: 105]  ومخاطباً نبيه محمد صلوات الله عليه، قائلاً: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} [الغاشية: 21 – 26]. وهذا المبدأ مقرر شرعاً حتى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. مصداقا لهذا المبدأ، علق الدكتور وهبة الزحيلي في كتابه (التفسير المنير) قائلاً: (والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب مُتَعيَّن متى وَجَدَ رجاء القبول …فإن خاف الآمرُ ضرراً في خاصته، أو فتنة يدخلها على المسلمين، أو الوقوع في التهلكة …سقطت هذه الفريضة). فالله تعالى لا يرخص لأي طرف متنازع مع الآخر للوصول إلى العنف والدمار والإبادة والإتلاف، وهذا المبدأ أيضاً هو في الدعوة إلى الله.

 خرق أمن الناس ظلم وفسد في منهج القرآن

  القرآن يشجب ويستنكر الظلم والفساد، وهذا المبدأ صحيح في اي عمل ينتهك ويتجاوز حق الإنسان المفوض من الله تعالى في الأمان، هذا المبدأ يظهر، وبشكل واضح، في قصص الانبياء.

أ- حالة إبراهيم عليه السلام

القرآن يطرح أهمية الأمن في الحياة في سؤال إبراهيم لقومه حول أحقية الأمن، قائلاً:{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنعام: 81]. وبدون تمهل، جاءت الآية التالية مُقِرَّةً أن الأمن هو للمؤمنين الذين لا يخلطوا إيمانهم بظلم، والتي تقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].

الأمن والسلام والاستقرار هم مادتين أولويتان للنماء والتحَضُر. بناء الأرض هو أمانة الله للناس. انظر، (أمانة الله في بناء الأرض)، لاحقا. تحدي إرادة الله في نهجه، ومنع الناس من حقهم في الأمن هو ظلم. المفكر الدكتور عدنان ابراهيم يؤكد أن سلب الأمان من أهله هو ممارسة في الظلم، وأن المغالين أحلوا قومهم فيه، وأن الغلات غفلوا عن هذا المبدأ الأصيل في الأمن، واعتنقوا سبل الأذى وظلم الناس.

تصديقاً لبعض من مجازرهم المرعبة في قطع الرؤوس، واغتصاب الفتيات والنساء، وسرقة وإبادة الأملاك والأموال، ما علينا إلا أن ننظر إلى اختراقهم الحدود الأمنية للامة في سورية والعراق وليبيا واليمن. لقد قتلوا الأبرياء وأخرجوا الآمنين عنوة من بيوتهم وقراهم وكانها قيام الساعة. أليس هذا الإجرام منا بقريب؟ ما بال هؤلاء والله تعالى يقول على لسان نبيه محمد، «يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا».صحيح مسلم 2577 . الظلم والفساد بشكل شيطاني يتخطى الحدود إلى ما وراء المكان والزمان ناشراً العنف والشدة والمأساة عالمياً.

أفاد المنشور العالمي لسنة ٢٠١٨ انه نتيجة الحرب الداخلية السورية منذ ٢٠١١ بلغ عدد القتلى ٤٠٠ ألف قتيل ولجوء خمسة  ملايين إنسان الى عدد من الدول الاخرى، وأكثر من ستة ملايين تشردوا ضمن البلاد. بالإضافة، هذا الحجم الكبير من اللاجئين والمشردين أصبح عبئاً على حياة الملايين من البشر محلياً وعالمياً. ليس هناك منطق أو مشاعر تعبر عن هذا الحد المأساوي البشري والتعدي على حقوق الناس.

والأسوأ حالا، أن هذا العمل أقيم من أجل (الإسلام) وباسم (الإسلام)؛ والإسلام بريء كل البراءة من هذا العبث. يقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 21، 23].

ب- حالة موسى وهارون عليهما السلام

وهنا قصة قرآنية أخرى ربما غير جلية أو ملحوظة، تُنكر التقلب والقلقلة والفساد في المجتمع. بشكل مثير، يحدثنا القرآن في قصة موسى وهارون أن الحرب الأهلية، أو ما يؤدي إليها هو فساد غير مشروع. فَقَبْلَ خروجه إلى سيناء ـ برحلته الروحية وليخلو مع الله ـ موسى عَيَّن أخاه هارون على بني إسرائيل حتى يعود: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف: 142].

وبعد أربعين يوماً رجع موسى فوجد قومه يعبدون العجل من دون الله. عندها ـ وبغضب ـ أخذ بلحية أخيه هارون قائلاً: {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} [طه: 92، 93]. فما كان من هارون إلا قال: {يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: 94].
اي الم توصني بان لا اتبع طرق المفسدين؟ 

 إلحاق الضر وتخريب المجتمع هو فساد

قد كان جواب هارون إلهاماً لم يخطر ببال موسى. ففي شرع الله ـ إزهاق وتمزيق المجتمعات الإنسانية هو فساد، شيء تخريبي وشيطاني. فانقسامٌ في بني إسرائيل كان شيئاً وشيكاً، إن استخدم هارون القوة والعنف في إيقاف قومه عن عبادة العجل. هذه النقطة واضحة وجلية في جواب نبي الله هارون: {قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 150].

اذاً، الجماعات التي تزهق الأرواح على حساب الدفاع عن الدين والدعوة الى الله هي ظالمة بلغة القرآن، وتشقيق المجتمع هو فساد بوصية موسى لهارون.  (العنف لا ينجب إلا عنفاً). وكما يبين الدكتورعدنانابراهيم، إعطاب وضعضعة المجتمع أعظم افتراء من عدم عبادة الله. فالدمار والخراب لربما يمحو ويزيل المجتمع بأسره، وعليه فلا ضرورة إذا في دعوة الناس الى الله؟ وبعد هذا وذاك، فلربما هنالك فرصة، إن بقي القوم، حين يعود موسى أن يرجع إليهم صوابهم فيتوبوا ويعبدوا الله. تثبيتاً للوحي الإلهي لهارون في عدم إتلاف وتقسيم المجتمع والأمة، يقول الله تعالى:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]. أيضاً وصف الله تعالى تعاليم هارون وموسى قائلاً: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء: 48].

الذي لم يكن باعثاً للدهشة، أن موسى مَيَّزَ عمق انحلال المجتمع باستعمال العنف، وأنَّ سلامته تتحقق باستخدام اللين والحكمة. فلم يعامل بني إسرائيل بالقوة، وأما بالنسبة لصانع العجل الذهبي (السامري)، ما كان منه إلا أن قال له: {فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} [طه: 97]، أي: كان عقابه في لغة العصر النفي. انظر الآيات من ٩٥ إلى ٩٨ من سورة طه. علماً بأن الله تعالى هو الذي يتولى العقاب أو العفو عن عَبَدِة العجل، فعنده علم الغيب سبحانه.

:نجدُ أمثالَ هذه المفاهيمِ في سنةِ رسولِ اللهِ صلوات الله عليه، نذكرُ منها  

صمتُ النبيِ على توبيخِ عمِهِ أبي لهبٍ لهُ. فعندما قامَ رسولُ اللهِ بدعوةِ خمسٍ وأربعينً نفراً من عشيرتهِ الأقربينَ،” إلى طعامٍ ليحدثَهُمْ عن دعوَتِهِ، استجابَةً لنداءِ اللهِ تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ،} [الشعراء: 214]. 

عندها قاطعَهُ عمُهُ أبو لهبَ، مُهِيْنَاً له، ومستفزاً عليه قومَهُ، إذ قال: “ما رأيتُ أحداً جاءَ على بني أبيهِ بشرٍ مما جئْتَهُم بهِ.” غير أن جوابَ رسولِ اللهِ صلوات الله عليه كانَ منْ أنبلِ الإجاباتِ. كان جوابُهُ الصمتُ، ولم يتكلمْ البتةْ، في جوٍ حاقنٍ، يمكنُ انفجارَهُ بكلِمَهْ. فبهذا الصمتِ قطع رسولُ اللهِ دابرَ الجدلِ والشقاقَ بينَ أبناءٍ عشيرته.  

وبحادثةٍ أخرى بعدَ غزوةِ المصْطَلَقِ، عند ماءِ المُريسيعِ وعلى أثرِ اقتتالِ غلام منَ الأنصارِ وآخرٌ منً المهاجرينَ، إذ نادى الأنصاريُ يا لَلأنصارِ. وقال المهاجريُ يا لَلمهاجرينَ. على أثرِ ذلك، غضبَ عبدُ اللهِ ابنْ أُبيَّ ابنِ سلولَ، رأسُ النفاقِ، فقال، “ما مَثَلُنا ومَثَلُهم إلا كما قال القائلُ «سمنْ كلبكَ يأكلكْ»، لئن رجعنا إلى المدينةِ لَيُخرِجَّنَ الأعزُ منها الأذلْ.” بالأعزِ يعني نفسَهُ، وبالأذلِ يعني رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم.

ولما علم رسولُ الله بدعوى الجاهليةِ هذهِ، أمرَ القومَ بالمسيرِ إلى المدينةِ، في ساعةٍ لم يكنْ عليه السلامَ ليرتَحِلُ فيها، وذلك حتى لا يتركَ لأحدٍ فرصةً؛ لأنْ يخوضَ في الأمرِ؛ لما فيهِ من سوءِ عاقبةٍ في اقتتال الناسِ  وتفكيكِ المجتمعْ.

من مزايا النهج الإلهي ان المجتمعات البشرية تتجمع وتتكون لعدد من الأسباب، منها والتحضر وإقامة العدل؛ منها الدفاع عن ألنفس من الحيوانات المفترسة. منها التساند النفسي والاجتماعي لبعضهم البعض أو إتمام وإكمال بعضهم البعض بما أوتوا من الخبرة والدراية. هذه النوعيات والصفات وغيرها ما هي إلا لبنات بناء المجتمع الإنساني الآمن المستقر. تعجيز وتعطيل أي من هذه الخصال والأعمدة الاجتماعية، كما أشار القرآن، هو تصديق للقاعدة الإلهية والنبوية في إفساد المجتمعات

الجزء الثاني: نيل السلام والامن
 إنجاز السلام والأمن عن طريق المعاهدات والمواثيق

منَّ الله تعالى على قريش، أهل مكة وعبدة اصنام، إذ أطعمهم بعد جوع، وآمنهم بعد خوف؛ نتيجة للتعاقدات الأمنية والتجارية التي شملت القبائل العربية على طريق القوافل التجارية وأهل الشام والروم في الشمال والفرس في الشرق، وأهل اليمن في الجنوب. القرآن يُبرز جسامة وأهمية التبادلية والتشارك من أجل البناء والتحضر في ظل الأمن والسلام على اختلاف الاديان.  وهذا من رحمة الله بخلقه، قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ} [الإسراء: 82]. هذه العقود بين جميع الأطراف هي الأس لإنجاز وإحراز الاستتباب والاستقرار.

 فمن رحمة الله أن جميع الأطراف تتشارك بلأرباح المادية من جراء التجارة، ثم الشعور بالأمان على الأموال والبضائع في الطريق التجاري بين مكة والشام ومكة واليمن. وهذا من قبيل النداء القرآني، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، فالإفادة تعود على الجميع عندما تقام العقود السلمية حتى ولو كان هناك نوع من المعاداة.

{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: 1 – 4]. فالعقود الصلحية هي الوسيلة لتنفس الصعداء والانتعاش والتقدم. في جِلاءِ هذه الحقيقة الربانية في الصلح، كُشِفِ أمر المغالين المتشددين، حيث تَحَدُّوا أمر الله، منزلين في الأمة من الرعب والخوف ما لا يعلمه إلا هو.

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].

خطوة موسى بمحادثة فرعون بعقلانية

ومن طرف آخر لتحقيق الأمن والاستتباب، نجد أن الله تعالى سأل موسى وأخاه هارون عليها السلام أن يخاطبوا فرعون بالحسنى والتعقل والحكمة، لا بالشدة والغلو: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]. فالخلاص من الفساد، في كتاب الله وميزانه، يمكن أن يكون بالسِلْم والحسنى. وليس من مفوضية الرسل والإصلاحيين أن يستعملوا العنف ويُقَّاصُ الناس لأعمالهم وأفعالهم. 

منع العنف والحروب الأهلية

 “.الحروب الأهلية الدموية هي من عمل الشيطان لما فيها من القتل الفردي والجماعي والتدمير والتخريب. انظر لاحقا، “منع الدخول في قتال مع العدو وبينهم مؤمنين
الحروب الاهلية هي فساد يحول الأمم الامنة إلى جحيم مطبق ورحى المعارك. بالإضافة، فإن الحرب الأهلية تهلك المنشآت التحتية للبلاد ومصادر الثروة. جسامة الخسائر والإصابات التي تعاني منها الأهالي هائلة ومن الصعب إحصاءها. نقرأ من إحصائيات الحرب الأهلية الأمريكية، أنه لكل جندي يموت في المعركة هناك ثلاثة أرواح تزهق في المدنيين. انظر، “خسائر الحرب الأهلية،” لاحقاً.

ربما تكون الخسائر نتيجة حتمية لعدمية الطعام والماء، أو لعدمية الدواء وإسعاف المرضى، خاصة منهم الكبار والصغار في السن. إن القرآن الكريم و سنة محمد رسول الله، والتراث الإسلامي، جميعهم، قاوموا ونفوا الحراب الداخلية والإضراب العنفي. {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]. «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِىَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ». ابن ماجه.

انظر بحثاً مفصلاً حول حرص الإسلام  في منع الحروب والعنفية تحت عنوان، “الإسلام يصطنع الوسائل لإنهاء مؤسسة الحرب.” 

استئناف عمل الخير والإحسان

من تعاليم الله تعالى أن العمل الطيب والعمل القبيح لا يستويان. {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]. البيان والهدي الإلهي لقهر الشيطان يكون بفعل الإحسان لأنه مبدأ إجمالي وشامل. التماس الإحسان في العمل، والصبر على المصائب، وانتحاء المنهج السلمي في تغيير المجتمع هم علاج للأخطاء البشرية والآثام. النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه يؤكد هذا المبدأ قائلاً: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِى عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِى عَلَى مَا سِوَاهُ». صحيح مسلم 

الكلمة الطيبة تزيل الاختصام

الله تعالى يوعز عباده المعاملة والتواصل باللطف والبر، ويحذر الناس من الشيطان ومَكرِه وغِيه كما يحاول دوما زرع الأذى والضغينة بينهم. {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53]. يمكن من هذا الوحي الإلهي والرباني القول إنه مَن يستعمل الكلمة الطيبة والبعيدة عن الاستفزازية فهو ممن يلتحق بركب الله، وإن مَن يستخدم الكلمة القاسية والجارحة للمشاعر فهو يخلق الفساد والانحلال ويلوذ بعمل الشيطان.

جواز الحراب ضمن حدود شرعية

الإسلام يؤكد أن التغيير في المجتمعات الإنسانية لا بد إلا أن يتبع طرق سلمية وفقا لما جاء في نص كتاب الله تعالى.

في كتابه، (السرقة الكبرى – الصراع لاستخلاص الإسلام من المغالين،” الدكتورخالد أبو الفضل  والدكتور عدنان ابراهيم، الباحث الإسلامي البارز، والدكتور علاء الدين زعتري، كل  يؤكد أن القتال في الإسلام جائز ولكن ضمن شروط.  من هذه الشروط القتال ضد السطو، والهجوم الخارجي على المسلمين والدفاع عن النفس.

فمن المعلوم أن المعارك الكبرى، بدر وأحد والخندق قاموا لتصدي لهجوم المشركين الطامع في إنهاء شوكة المسلمين والاسلام.  هذا التهجم حمل المسلمين للدفاع عن أنفسهم. من ضمن القتال المشروع ـ أيضاً ـ هو قتال مَن يجلب الأضرار والإتلاف للمجتمعات الآمنة. للاطلاع الأوسع على هذا الموضوع انظر (السياسة الخارجية للإسلام، سلام أم حرب). 

محمد فتح القلوب بسلميته لا بقساوته

تعتبر الحقبة المكية للنبوة ضعف وقهر، بينما مَثَلَ العهد المدني القوة والحصانة عند المسلمين. غير أنه في المرحلتين المكية والمدنية لم يتعاطى المسلمون الشدة والعنف، بل واصلوا سُبُل الحكمة في العمل والإصلاح.

معاملته صلوات الله عليه لِمَن عاداه في المدينة

رغم شراسة وغدر قريش وعداء المنافقين في المدينة، بقي رسول الله صلوات الله عليه منتحياً السلمية. أصر صلوات الله عليه على سياسته الالعنفية مع كل من اختلف معه. ففي المدينة ابن أبي سلول، رأس المنافقين، خَانَ المسلمين وانسحب مع ثلث الجيش قبل لقاء العدو بساعات. رغم تلك الخيانة والأضرار والأذى الذي تلقاه النبي والمسلمون من هؤلاء المنافقين لم يستخدم النبي معهم أي نوع من العنف.  بالإضافة، اُهِينَ النبي، واتَّهم المنافقون زوجَه عائشة بالزنى، وأذاعوا في العرب هذا البهتان وغير ذلك من الشائعات الكاذبة. على الرغم مع أنه كان الأقوى آنذاك، وبيده قيادة المسلمين، لم يقم بعمل انعكاسي لِيُضِرَّبهم، أو عمل عنفي لينتقم منهم، بل أصر على التعامل معهم بلطف وسلم، ولم يخلق جو الخوف والقلقلة في المدينة.

فتح مكة سلمياً

بشكل مدهش، دخل (محمد) مكة على رأس جيش بلغ عشرة آلاف مقاتل، لكنه دخلها سلمياً، ولم يُرِقْ قطرة دم. فقد كانت خطته، التي تحكي ما في قلبه من رأفة ورحمة، سرية للغاية حتى لا تتح فرصة لقريش لِتُعد نفسها لحرب. بالإضافة، في الليلة التي حاوط جيش المسلمين مكة، أرسل رسول الله إلى عمه العباس ليحضر أبو سفيان، زعيم قريش، إليه ليريه عظمة جيوش المسلمين واستعدادهم للقتال ويقنعه في الاستسلام. وهكذا كان. وتنادى المسلمون بأنه مَن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل بيته فهو آمن، ومَن دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومَن وضع سلاحه فهو آمن. ومن الممتع، أنه على إثر دخول النبي مكة، ولما وجده أبو سفيان من معاملة النبي، أعلن إسلامه. 

 لما دخل النبي مكة دخلها ورأسه مطرق للأسفل؛ تواضعاً لله، إذ أعانه تعالى أن حقق له مراده في دخول مكة، دون أن يُذْعِرَ أهلها ويسلبهم حقهم في الأمن والسلام. إضافة إلى ذلك، بعد دخوله مكة، لم يقتل ويبطش بأهلها، ولم يستخدم عنفاً ليدخلهم في الإسلام. وبقي المسلمون ومشركوا مكة آمنين، حتى نزلت سورة (براءة) لِحِلِّها (مكة) وتطهيرها من عبادة الأصنام. انظر السياسة الخارجية الإسلامسلام أم حرب؟  الحقيقة، أن النبي صلوات الله عليه، لم يدخل مكة أرضاً فحسب، لكنه دخل القلوب محبة وتبجيلاً.

النبي محمد لم يسلب الحيوان من أمنه

لم يكن النبي (محمد) مَن ينسى أن للحيوان حقاً في الأمن كما للبشر.  فإنه ـ وفي طريقه لفتح مكة ـ مر على كلبة مع جراويها، فأمر الجيش ـ بحجمه البالغ عشرة آلاف مقاتل ـ أن يتنحى عن طريقه ويأخذ طريق آخر حتى لا يسلب هذه الكلبة وجراويها حقهم في الأمان.  وقد أقام حراسة عليهم حتى لا يعتدى الجنود عليهم([1]). لم يشغله، صلوات الله وسلامه عليه، عن حفظ الأمن لهذه الكلبة وجراويها خَطْبُ معركة أمامه لفتح مكة، أو الاحتمال في انْتِحائه كرسي ملكية العرب إذ يفتح مكة.  حقوق الخلق في أمنهم أثمن عنده من أي أرض أو سماء، وأقدس عند الله.

اللجوء للتصالح

الكلمة الطيبة بإخلاص وحب، ما هي إلا برهان جلي في امتثال التغيير الاجتماعي الإيجابي. معاهدة الحديبية بين المسلمين وقريش تقف بارزة كخطوة ايجابية سلمية في الإصلاح بين الأطراف المتنازعة. سريعا بعد ما صُوِنت المعاهدة، الله في علاه، وتأييدا لهذه الخطوة التي بارك فيها أنزل على نبيه سورة الفتح، مقرا بأن هذه الخطوة في الإصلاح ليست انتصارا فحسب، بل هي فتح مبين.  {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]. رَسَمت وخَطت هذه المعاهدة السلمية الروح الإسلامية في انتحاء السلم والأمن بدلا من العنف في الدعوة إلى الله والتغيير الاجتماعي والبشري.

الجزء الثالث: الغلو والتشدد 
بدء الايديولوجية الوهابية وماهيتها

خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، قضى محمد بن عبد الوهاب سنتين في الخليج العربي والعراق حيث كانت إنجلترا قائمة على تقسيم بلاد الخليج إلى محميات، وتسليط نفوذها في المنطقة، مستعينة عندئذ برجال مخابراتها، واستحداث العداوة بين القبائل والمقاطعات وإمدادهم بالعتاد والأموال للاعتداء على بعضهم البعض.

عاد محمد بن عبد الوهاب إلى بلدته (عيينة) حاملاً دعاوى شخصية، وافتراض بأن المسلمين ابتعدوا عن الإسلام الحقيقي وأشركوا، ولم يكن لادعائه ـ هذا ـ أية شرعية. طَرَدَه ولات القرية وأبوه من العيينة، وكتب أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب فيه كتابين: (فصل الخطاب في الردّ على محمّد بن عبد الوهـاب)، و(الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية).

ومما جاء في الأخير: (اليوم ابتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة، ويستنبط من علومهما ولا يبالي مَن خالفه، ومَن خالفه فهو عنده كافر، هذا، وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد، ولا ـ واللّه ـ ولا عشر واحدة، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال، فإنا للّه وإنا إليه راجعون).

https://docs.google.com/document/d/1ab2PfHdy_ZvhL9SLOIZxxu9GzQemYq3rMPYPprCBIVw/edit#!

 بعض الأضاليل التي أتى بها محمد بن عبد الوهاب هي ادعاءه بأن المسلمين, كل المسلمين، أشركوا، وأنهم ابتدعوا في الدين، وأنهم يعبدون القبور. التقى محمد بن عبد الوهاب بمحمد بن آل سعود حاكم قرية (الدرعية) في منطقة (نجد) من الجزيرة العربية، وذو شهوة كبيرة للتوسع والنزوع إلى عرش الزعامة.

تبعاً للمصلحة الشخصية لكل منهما وَقَّعَ الاثنان عقداً على أن يوسعوا رقعة محمد آل سعود، وأن ينشر محمد بن عبد الوهاب آراءه الجديدة. الاتحاد الجديد جمع من حوله، من أنحاء نجد، البدو الجاهلين في أمور دينهم، دربوهم على الشراسة في القتال؛ قطع الرؤوس، وإنزال الرعب والذعر، والإبادة فيمن يقاومهم. دفعوهم لقتال المسلمين ، أي المشركين في مفهومهم الضال، وعلى غزو الجزيرة العربية؛ لتطهيرها من الشرك، حتى من مسجد رسول الله.

https://freerepublic.com/focus/f-news/1173310/posts

 بعنف شنيع مريع، غير مسبوق، وبدون رحمه، اندفع البدو المغرَّر بهم، فقتلوا ما يقارب العشرة آلاف مسلم، وذبحوا أكثر من مئة عالم من وجهاء علماء مكة والمدينة. هذا التوحش  ألقى الرعب في العباد، وعطل الحياة لاخلاله في أمن الناس في انحاء الجزيرة العربية.  لكنهم لم يقفوا عند القتل والذبح وانتهاك الحرمات فقط، بل أمرهم ابن عبد الوهاب بهدم الآثار الإسلامية، والمباني التاريخية التي كانت تحكي قصص الأولين وتكتب للتاريخ صفحات نَيِرة.

زعم ابن عبد الوهاب أن هذا التراث الرائع إنما هي أصنام تعبد من دون الله. اقتحم بداوى آل سعود وابن عبد الوهاب ـ وبوحشية ـ مكة والمدينة؛ لتحرير مدينتي رسول الله ـ بحد زعمهم ـ، من الشرك. هذه الإساءة إلى رسول الله أحزنت سواد الأمة في كل أقطار العالم الإسلامي، وأغضبت الآلاف من علمائها. كيف يكون لمثل هذه البربرية والخبل أن تندب وتفوض نفسها على أنها تمثل التعاليم القرآنية والسنة النبوية؟  فما هؤلاء إلا محض جشع وشراهة وتآمر على حياة وامن المسلمين. هل هذا هو ما لَمَحَ إليه الدكتور أبو الفضل في طرح سؤاله، (كيف تُعالَج القوى السياسية السلطوية الفاسدة؟) إذ تحدث عن الانفلاق السني الشيعي؟

الحقيقة؛ إن الوهابية السعودية أخلت وخرقت بصلب وصميم القيم الإسلامية في الأمن والسلام. وأفعالهم الشرسة كشفت كذب ادعائهم. فهم يقولون أن دعوتهم هي لإزالة المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ولكن التدمير والقتل والذبح والخبائث والآثام تحكي قصة مربح شخصي وانتهاك محارم الله وسفك الدماء والتسلط والاستبداد.

وهكذا، فالالتحام الوهابي السعودي أثبت مكره في انتهاك حرمات الله. ثم أقام الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة على جماجم المسلمين. وبهذا أسقطوا الإمبراطورية الإسلامية العثمانية (١٥١٧ إلى ١٩٢٣)، بعد ١٣٢ سنة في الحراب بمعونة الإنجليز المستعمرين، والذين تقطرت أيديهم بدماء المسلمين في إسقاط امبراطوريتهم.

  من مبادئ القرآن السامية ألا يهدر دم إلا بعد اتخاذ الخطوات المفروضة في القضاء القانوني، أخذاً بعين الاعتبار العدل والرحمة. {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]. والآية التالية تشرح نفسها، {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]. وعلى نفس المنهج، يحدث القرآن قائلاً، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51 

اين هذا الهدي الرباني من العبث في امر المسلمين وامنهم؟

الاستعلاء على البشر

القرآن يشرع أن العمل الأصيل والشريف ينبع من التواضع والنوايا القلبية الخالصة.  الإيديولوجية الوهابية تقوم على الاستخفاف بالناس، مسلمين أو غير ذلك. إذ تخدم بطرحها تصرف غير طبيعي غير إنساني أو ديني. {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]. 

يعاقبون الناس وكأنهم يملكونهم

مبدأ الغُلَواء بشكل عام، والوهابيون المغالون منهم خاصة يُعبرون ويُظهرون أنفسهم على الآخرين بشكل بوليسي، وكأن الناس ملكٌ خاصٌ لهم.  (افعل هذا) و(لا تفعل ذاك)، (هذا لا يجوز)، و(ذلك حرام)، (هذه بدعة) و(هذا شرك). أما ما يعلمه الناس من الدين فهو مرفوض مجملاً ومفرداً. فالناس عندهم إما مشركون، أو مبتدعة، أو زناديق، أوغير ذلك من الفرق الكافرة التي ألبسوها الناس عنوة، وبذلك فالزنديق والمبتدع والمشرك يحل قتله.

أما كتاب الله تعالى فيقول

لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284]. عقابهم للناس ـ كما يرون ـ هو تجاوز لأحقية الله في أن له الحكم والأمر، وإن أعمالهم لا تشير الى علم ولا رشد. {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} [الأنعام: 107]. الله تعالى يخاطب نبيه قائلا: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النحل: 82]. {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: 80]. {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 52].

 إن كانت الوهابية مؤسسة على تعاليم القرآن، كما يَدَّعون، فمن أي آية أو مبدأ ـ إذاً ـ بَنَتْ الوهابية أيدولوجيتها بالتسلط والتحكم والإدانة والقتل؟ الجواب: لم تبى الايدلوجية الوهابية على اية مبدأ قرآني رباني، بل على الجوع الجارف للسيادة والكرسي؛ تحدياً للقواعد الإلهية في قتل النفس، ونقض حياة الناس، وحرياتهم الدينية. للمعلومات الاضافية عن الوهابية، انظر، الوباءالوهابي.

التوبة أو العقاب هُمْ مِن أمر الله

القرآن ـ دوماً ـ يفرِّق بين ما هو من عمل الأنبياء، وما هو من أمر الله سبحانه وتعالى. محاسبة العباد هو حق لله وحده، لا لأحد غيره، وعمل الأنبياء والرسل هو إبلاغ الرسالة.  وبما أن النبي محمد صلوات الله عليه، هو بضعة من الرسل، أُنزِل عليه، {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد: 40].

دائماً وأبداً في القرآن، يحدثنا الله تعالى عن عقاب بعض الأقوام والقرى لإيذائهم أنبياء الله وتمردهم على هداه وشريعته. كمثال على ذلك: إغراق فرعون وملأه، طوفان نوح، وإهلاك ثمود، وقوم لوط. الله لا يعطي هذا الحق في محاسبة الناس لا لنبي ولا لبشر، ومخاطباً نبيه محمد صلوات الله عليه، قائلاً: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} [الغاشية: 21 – 26].  انظر الآيات من سورة الذاريات في عقاب الله لأقوام مضت وتجاوزت حدود الله، من 31 إلى ٤٦([2]).

نشوء حزب الاخوان المسلمين وأيدولوجيته

إيذاناً بنهاية الإمبراطورية العثمانية الإسلامية وسقوطها في ١٩٢٣ كان سبباً مباشراً لكثير من علماء المسلمين في البحث لاستعادة أو إيجاد بديل للخلافة الإسلامية. من هؤلاء العلماء كان أبو العلاء المودودي المتوفي ١٩٧٩. المودودي احتفظ بمبدأ السلطوية من الفوق الى الأسفل في إعادة الامبراطورية الاسلامية. أي: اعادة الخلافة الاسلامية يبدأ من الرئيس إلى الأنظمة الحكومية وما دونهم.

المودودي تأثر بجمال الدين الأفغاني المتوفى ١٨٩٧، والذي أصر إلا أن تكون للمسلمين خلافة تمثلهم. إلا أن المنهج الفوقي التحتي يفتقر البنية التأسيسية والموضوعية. تفكير المودودي والافغاني كان منبثقاً من فلسفة مستقلة بهما، ولكنها بعيدة عن الموضوعية الإسلامية الحكيمة.

أما علماء الأزهر كالشيخ محمد عبده المتوفى ١٩٠٥ الذي كان ممن رأى أن بناء الامة يبدأ من تأصيل جذري للأجيال بشكل موسع وفياض في التربية الإسلامية الروحية النابعة من القلوب، والمواطنة بالتعاون مع جميع الفئات الدينية في المجتمع.  وبكلمة أخرى باتباع نهج النبي (محمد) بثبات ويقين. 

تبعاً لما قاله الدكتور علي جمعة، المفتي الأسبق لمصر، أنه في سنة ١٩٢٨، (حسن البنا) البالغ من العمر عندئذ ٢٢ سنة، بدأ بإنشاء حزب الاخوان المسلمين معارضاً لنصيحة مربيه الشيخ الصافي عميد دار العلوم في مصر في أن لا ينشق عن الأمة.  لكنه مضى في مخالفة مربيه وغيره من العلماء وأسس الحزب.  ومما ساعده على ذلك أنه كانت الأرض خصبة لتجنيد الكثير من الشباب لصفه. حيث لم يمضِ لاندثار الخلافة العثمانية إلا خمس سنوات.  وأيضاً كان لوجود الإنجليز في مصر نفوذ عسكري وسياسي على الملك فاروق.  فكان للوضع السياسي السيء أثر كبير في انطلاق الحزب؛ ولو كان على خطأ. وهكذا كان.

فنظام وقانونية الحزب مدفوعة بشكل رئيسي من منطق سياسي مبني على فلسفة المودودي والأفغاني، اللذان أعطيا الحُكومِيةَ والتحكم الأولوية أمام تأصيل التربية الإسلامية وإصلاح المجتمع كخطوة أولية في إصلاح الأمة. الدكتور علي جمعة وصف أيدلوجية الإخوان المسلمين أنها كالذي يعيد بناء الهرم بالمقلوب. هذا ربما لا يورث إلا الكوارث، وقد حصل.

هل لبناء بهذه العقلية الفوقية التحتية أن يبقى يوماً مستنداً على قدمه؟ يعول الدكتور خالد أبو الفضل على الأفغاني والمودودي، في كتابه، (السرقة الكبرى – الصراع لاستخلاص الإسلام من المغالين)، قائلاً: (ليس من المدهش أن كليهما، الأفغاني والمودودي لم يكونوا فقهاء في الدين). الكاتب يؤمن أن تنظيم وأيدلوجية الإخوان المسلمين هي حالة من حالات، (القوى السياسية الفاسدة) التي وصفها الدكتور أبو الفضل عند حديثه عن الانفلاق الشيعي السني.

(حسن البنا) ومن بعده (سيد قطب) كانوا على يقين أن الخلافة الإسلامية قد قضت، وأنه لا بد من إعادتها ولو بالاستيلاء على الحكومات، والتي اعتبروها كافرة، كنقطة أولى لِحِلِية محاربتها. وهكذا بدأ الحزب طريقه مبنياً على مبادئ غير شرعية، بعيدة عن منهج النبي (محمد) الإنشائي الإيجابي، ملتمسين طريقاً يخلو من تعبئة الإيمان في الصدور، والرشاد في العقول. المؤمنون الأصيلون والحقيقيون هم من ينشؤون ويتربون متعمقين في الروحانيات والاخلاقيات والتقوى.

في المقابل، أيدولوجيات الوهابية والإخوان المسلمين هي تماما خلاف ذلك، وما هي الا عمق سياسي لا روحانية فيه ولا رشد. فهو يفتقد المدربين الروحيين والحكماءَ ليعلموهم الحكمة والرشاد. ولكن في مجال السياسة فلربما هم الخبراء وشتان ما بين الاثنين.

فحص بسيط لقواعد وقانون الإخوان المسلمين يكشف عن منظمة سياسية مختبئة في حلة إسلامية. لهذه المنظمة جناح مسلح يعمل للقيام بالانقلابات والاغتيالات.  للأسف، وجهت هذه المنظمة الشباب نحو تدين شكلي أجوف، ملون بالراديكالية والتكفير، وأقنعوهم أنهم إن لم ينقادوا ويطيعوا فهو ذنب كبير. منذ قيام حزب الاخوان المسلمين في ١٩٢٨، بدأت  :أعمال عنفية متعاقبة أَخَلَّت بأمن الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط وزعزعت استقراره.  في الروابط التالية ألوان من التاريخ المظلم لهذا الحزب واعمال التخريب نذكر منها

مجزرة مدرسة المدفعية في حلب والتي وقعت في 1979، وأسفرت عن مقتل 50 إلى 82 طالباً من طلاب المدرسة. ووفقًا لرواية الطليعة المقاتلة التي ذكرها أبو مصعب السوري  عمر عبد الحكيم” في كتابه “الثورة الإسلامية الجهادية في سوريا”، قٌُتل 250 طالبا. تفجير الأزبكية. تفجير الأزبكية كان هجوم إرهابي بسيارة مفخخة هز حي الأزبكية المكتظ بالسكان في وسط دمشق، سوريا في1981. هذا الانفجار دمر ثلاثة مبان سكنية من خمسة طوابق، وقتل أكثر من 200 مدني ومن رجال الجيش

   https://alirhabi.wordpress.com/أخطر-الإرهابيين-الإسلاميين-في-العالم/

https://ar.wikipedia.org/wiki/تمرد_الإخوان_المسلمين_(سوريا)

http://internationalrelations.org/syria-muslim-brotherhood/

http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=‫‫أحداث_حماه_عام_1964

https://sites.google.com/site/syrianmuslimbrotherhood/ 

بشكل معيب، حزب الإخوان المسلمين خرب عقول الشباب واضلهم، سلب ما تحتاجه المنطقة، بشدة، من الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وجذور الاستقرار تكمن في الأمن.  أيدلوجية الحزب حورت المعاني السامية للقرآن لخدمة أغراضها اللادينية. فالفوضى والاضطراب في منطقة الشرق الأوسط لمئة سنة مضت، ما هو إلا انعكاس لسياسة الحزب التخريبية الفوقية التحتية. الدول الاسلامية الأخرى والتي لم تدخلها الأيديولوجية الإخوانية والوهابية الهدامة، كماليزيا وإندونيسيا وتركيا والمغرب العربي، تتمتع بتقدم ملحوظ في التكنولوجيا والزراعة، والمنشآت التحتية.

ما يترتب على عدم الاعتراف بالإجرام

الإخوان المسلمين لم يعترفوا إطلاقاً بارتكاب العنف والتخريب.  نتيجة هذا النفي هو الزيادة في الفساد والشك والالتباس والذي يؤدي إلى القمع من قبل السلطات.  تعاقب الاغتيالات وعمليات العنف من قبل الإخوان المسلمين، ثم إعلان تبرأهم منها جعل السلطات تتخذ خطوات إجرائية أمنية شديدة لتتوصل إلى حقيقة الأمر. هذا ما أدى إلى تكثيف المخابرات ومؤسسات الاستعلام والتحري، وهذا بدوره بذر الضيق في الحريات الشخصية وطبيعة نمو المجتمع.

وبالتبعية، فالمؤسسات الحكومية منها والخاصة على السواء استخدمت قواها في احتواء وطوي العنفية، بدلاً من استثمارها في إحياء البلد وتقدمها.  افتراءات حزب الاخوان المسلمين واختراقهم حقوق الناس الأمنية، إنما هو ظلم واستبداد.  الفيديو التالي يدلي عن عدم اعترافهم بجرائمهم.

https://youtu.be/BgkT3Z16_hU 

شرعية تجريد المجموعات شبه العسكرية من السلاح

وجود الجماعات المسلحة في المجتمعات البشرية يمثل خطراً على المجتمع وأمنه وخاصة ان لم تَجرِ الأمور على مذاق المسلحين. الجماعات المسلحة تعتبر مصدر إخلال في الأمن، واختلاق التقلقل والخوف في أي بلد أو أمة.  أمر معالجة الجماعات المسلحة في الأمة الإسلامية نقرأه في التاريخ.

مثلا، جرد رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو النضير من السلاح لما أخلوا باستقرار المدينة.  وبالمثل، جرد خيبر من السلاح وعقد معهم معاهدة صلح.  وهكذا ـ أيضاً ـ نجد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، نفى طائفة نجران من الجزيرة العربية إلى العراق؛ لمنع الخل في امن الامة.

هذه الإيضاحات التاريخية تثبت بطلان النظم الوهابية والإخوان المسلمين في استحلال قتل الناس الآمنين وتعطيل الحياة واستقطاب وتمزيق المجتمع.  فضلاً عن ذلك، الوهابية والإخوان المسلمين، عندما اعتزلوا وابتعدوا عن سواد الأمة في انكبابهم وراء الرئاسة والكرسي، شتتوا الأمة وأنكبوها.  

مخالفات بالغة لكلام الله

الإخوان المسلمين والوهابية انتهكوا تعاليم إسلامية صميمية وعديدة، نذكر ابرزها: إزهاق الأرواح التي حرم الله، الانشقاق عن سواد الأمة، وخرق الأمن.

ا- إزهاق الأرواح التي حرم الله. اللهُ تعالى بَيَّنَ قدسية النفس البشرية بدون قصاص- عادل ـ محرم قطعاً. {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 92، 93].

تضليل الشباب المسلم، والقتل الإجمالي والعشوائي من قبل الاخوان المسلمين ومن تفرع عنهم، ومنظمة آل سعود ومحمد بن عبد الوهاب، في الجزيرة العربية وسوريا والعراق واليمن، ببشاعة تجاوز حدود الله وشرعه منذ الماضي وحتى الحاضر.

نفي التآمر المبيت للقتل والإبادة، الفتك

الشجاعة والصدق والصراحة هم من شيم المؤمن.  النبي صلوات الله عليه أجاب بالنفي لاقتراح بعض أصحابه لاغتيال صناديد قريش قائلاً: “إِنَّ الإِيمَانَ قَيْدُ الْفَتْكِ، لا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ” –الإمام أحمد بسندٍ صحيح

.ما يلي قائمة ببعض أسماء الأشخاص التي اغتيلت من قبل الإخوان المسلمين في مصر وسورية
أهم الاغتيالات في مصر

أحمد ماهر باشا – رئيس الوزراء، أحمد الخازندار – قاضي، محمود فهمي النقراشي باشا – رئيس الوزراء، محمد حسين الذهبي– وزير الأوقاف الأسبق، محمد أنور السادات – رئيس الجمهورية، هشام بركات – النائب العام، فرج فودة – كاتب ومفكر، رفعت المحجوب – رئيس مجلس الشعب.
https://ar.wikipedia.org/wiki/قائمة_الاغتيالات_في_مصر

أهم الاغتيالات في سورية

هذه قائمة مُصغّرة بأبرز الشخصيات المُغتَالة من عام 1976 وحتى 1979
قائد مدينة حماة العقيد علي حيدر قُتل في تشرين الأول/أكتوبر 1976
رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد الفضل قُتل في شباط/فبراير1977
قائد السلك الصاروخي ، العميد عبد الحميد رزوق قُتل في حزيران/يونيو 1977
عميد أطباء الأسنان السوريين الدكتور إبراهيم نعمة قُتل في آذار/مارس 1978
مدير شؤون الشرطة في وزارة الداخلية العقيد أحمد خليل قتل في آب/أغسطس 1978
المدعي العام عادل ميني من محكمة أمن الدولة العليا قُتل في نيسان/أبريل 1979
طبيب الرئيس حافظ الأسد الدكتور محمد شحادة خليل قُتل في آب/أغسطس 1979

أعمال الجبن هي عجز وضعف

مواجهة الغريم والعدو والدخول معه في نقاش صريح ورشيد حول الأمور المختلف عليها للوصول إلى حل مشترك وعادل، هو طريقة نبيلة من طرق رسول الله صلوات الله عليه كما في صلح الحديبية. أما التدمير والاغتيال والخراب هي من أعمال الفتك الشنيعة الغير مشروعة.

منع الدخول في قتال مع العدو وبينهم مؤمنين

اتهام (محمد بن عبد الوهاب) المسلمين بالشرك هو توهم وكيد. (حسن البنا) ويتبعه (سيد قطب) سيدوا أنفسهم أوصياء على الإسلام، وكثيراً ما كفروا المسلمين بالإجماع، كمحمد بن عبد الوهاب من قبل. لكنهم لم يكترثوا في اختراق أمن العامة وسلامتهم وهي عند الله بغض وإثم عظيم.  فالله تعالى أمر المسلمين أن لا يقاتلوا المشركين لأن بينهم مؤمنين غير معروفين ولم يعلنوا إسلامهم لقريش أو المسلمين. انظر الآيتين التاليتين. {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الفتح: 24].

أياماً قبل توقيع معاهدة الحديبية، مفرزةٌ من قريش بما يقارب الثمانين محارب هجمت على معسكر المسلمين. إلا أنه بحكمته صلوات الله عليه، لم يدخل عليهم في حرب، وأخذ المهاجمين كأسرى. وبعد توقيع الصحيفة أطلق سراحهم سالمين.‏ ومن الايات التي تدورحول ما حدث في الحديبية، {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 25].

تحدثت هذه الآية أن الله تعالى منع المسلمين من القيام بقتال قريش في الحديبية؛ لأن فيهم مؤمنين ربما يصابون بسوء، أو يسفح دمهم في التلاحم. أليس إيقاف هذا القتال والذي سجله القرآن درساً للمسلمين أن لا يقتتلوا فيما بينهم؟  أفلا نقرأ في هذه الآية مدى أهمية اعتزال الانخراط بأعمال التشتيت والعنف والقتل والتخريب؟

حول هذه الآية، يقول جنيد بن سبع: قاتلت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أول النهار كافراً، وقاتلت معه آخر النهار مسلماً، قال كنا تسعة نفر سبعة رجال وامرأتين، وفينا نزلت: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ}. أبو يعلى في مسنده والطبراني.  بعد هذه الحقيقة الربانية ومن صميم كتاب الله، كيف قام محمد بن عبد الوهاب بحروب في منتهى الشراسة ضد مؤمنين، آمنين في قراهم ومساكنهم، مقيمي الصلاة وشعائر الإسلام في قلب الجزيرة العربية وفي مدينتي رسول الله، مكة والمدينة. أبادوا المعالم والقرى وقتلوا وشردوا ما لا يعلمه الا الله. أليس هو التنافس في حب الدنيا، كما نبأ بذلك رسول الله؟ (إني لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوا فيها كما تنافس من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم.)  صحيح مسلم

فالنبي (محمد) لا يخشى على أمته من الشرك، وعلى عكس من ذلك، محمد بن عبد الوهاب يتهم سواد الأمة بالشرك ويستحل دماءهم، وبهذا لم يخالف ابن عبد الوهاب نبي الله فحسب، بل أحل الدم الذي حرم الله في صريح قرآنه.  أليس من العجب أن يُقْتَدى بإنسان تمرد على الله وعلى نبيه وأن يكون أسوة بين المسلمين؟ أليس في هذا تحقق لنبوءة رسول الله بالتنافس على الدنيا ولو على حساب دماء المسلمين والأبرياء وتفكيك قوى الأمة؟!!! اللهم لا تفتنا عن هدي رسول الله، ولا تجعلنا، ربنا، عبيداً لأهوائنا بفضلك ورحمتك فأنت أرحم الراحمين.

ب- الانشقاق عن الأمة

تأسيس حزب الإخوان المسلمين والوهابية كجماعات مستقلة ذات أيدولوجيات منفصلة هو بحد ذاته انفصال عن سواد الأمة. كما رأينا أعلاه في (حالة موسى وهارون)، أن تفريق المجتمع يعتبر فساداً بنص كتاب الله. لا يجوز تحزيب الأمة وتشقيقها ولو كان الشقاق على حساب عبادة غير الله. بالإضافة، هدي الله بَيِن في هذا الأمر: {أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13]، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]. هذا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن أمته لا تجتمع على ضلالة قائلاً، «لَنْ يَجْمَعَ اللَّهُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ أَبَدًا، وَيَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ هَكَذَا – وَرَفَعَ يَدَيْهِ – فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ». – الحاكم في المستدرك.

 حول موضوع الانشقاق عن الأمة، يقول الدكتور على جمعة، (ليس للمرء إلا خيار واحد: إما أن تكون مع الأمة أو ألا تكون، لا تملك خيارين). أي: إن لم تكن مع نهج سواد الأمة فأنت بخلاف نهجها.

ت) الإخلال بالأمن وتكدير التحضر

الأمان هو بمثابة العربَة في تقدم المجتمع وازدهاره. البناء الإنساني في التحضر يعتمد على سلامة البنية الاقتصادية والاجتماعية السياسية. فإن كانت عَرَبَة الأمان معطلة، فلن يصل الإنسان إلى مطلبه في التحضر. الخطوط العريضة لهدي الله في التمدن هي النضال والإبداع والتجديد للوصول للحياة الطيبة التي أراد، فهو القائل: {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 114]. وفي آية أخرى يشير الله تعالى إلى عباده في التدبر. {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].

يُبَيِن الدكتور عبد الواحد وجيه الخبير بألفاظ القرآن أن، (التدبر هو أعلى مراتب التفكير. يسبق التدبر التفكر والتمعن. أي أن مقدار التدبر هو أن تغوص أغوار الأمور وتأتي بالجديد). الله تعالى يقول: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: 82، ومحمد: 24] لمَّا الأمة تأخذ بعين الاعتبار ضرورات البناء والترقي المعتمد على العقلانية والرشد مضافاً إليهما الروحانيات والأخلاق الربانية، عندها تكفل وتضمن الأمة تقدمها وارتقائها.

الجزء الرابع: العهد في بناء الأرض  
أمانة الله للعباد في بناء الأرض

تاريخيا، نجد من الإطار السياقي والعام أن القرآن هدى للناس على مدى العهود والتطور البشري.  فالله تعالى قَدَّمَ للناس القيم الخلقية، والقدرة على البحث والاستنتاج، ثم الانتخاب، ومن بعد ذلك الابداع. ولهذا ائتمن الله تعالى الإنسان، وأتاح له الفرصة ليقوم بإعمار الأرض، لا بخرابها. {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61].

ومن رحمته الله ولطفه بالناس أنه سخر لهم الأرض والسموات لبنائها واعمارها. {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الجاثية: 13]. ثم إن الله تعالى بين مكافئته وجزاؤه في البناء ولهؤلاء الذين يسعون، أي: يبذلون الجهد العقلي والجسدي والنفسي، أو أي منها في ميادين إعمار الأرض.  {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: 14]. {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 165].

{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39]. {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 113، 114]. الإصلاح الدائم في الحياة شيء ضروري وأساسي للوصول إلى مراد الله.  وللوصول إلى أفضل غد، وجب على المؤمن أن يتبع هدي رسول الله، «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا» – البخاري في الأدب المفرد. للتوسع في موضوع الإصلاح، انظر مقالنا: الإبداع جزء لا يتجزأ من حياة المسلم.

الثورات غير العنفية

هناك العديد من الثورات اللاعنفية في العالم وهي تمثل ٧٥٪ من مجموع الثورات. بمعرفة أو من غير معرفة، اتبعت هذه الثورات السلمية سنة النبي (محمد) في التغيير الإيجابي في المجتمع محققة أهدافها سلميا دون ازهاق ارواح. انظر الى قائمة في الثورات اللاعنفية في هذا الرابط. 

الخسائر الناتجة عن الحروب الأهلية

الحروب الأهلية والثورات العنفية استنفذت الملايين من الأرواح البشرية والدمار.  تدل إحصائيات الحرب الأهلية الأمريكية أنه مقابل كل جندي يقتل في المعركة، هناك ثلاث أرواح تنزف من المواطنين العزل. الأربطة التالية تظهر مدى عمق الخسائر البشرية وغيرها من جراء الثورات العنفية المغطى بستار الدين.

http://internationalrelations.org/syria-muslim-brotherhood/

http://www.rationalrevolution.net/articles/casualties_of_war.htm

http://ultimatehistoryproject.com/executions-the-guillotine-and-the-french-revolution.html

https://www.civilwar.org/learn/articles/civil-war-casualtie

وفي الختام – استعطاف والتماس

وفي الختام أتوجه بنداء لكل الناس، على مختلف مشاربهم الدينية وعاداتهم الاجتماعية والسياسية، وأينما حلوا على هذه الأرض، أن يأخذوا بهذا العلم الرحماني بقوة وصدق، وأن يخططوا للعمل اللازم لاكتناف الأمن والسلام واحتضانه في كل مكان وفي كل ميادين الحياة. سنة الله في الكون ورحمانيته العظمى في حق الإنسان، كل الإنسان، أن يعيش حياة طيبة آمنة مطمئنة، في سلم وسلام، وطبقاً لنهج رسول الله والأنبياء والرسل من قبل.

احتراماً واستجابة لأوامر الله، أجد أنه من الضروري القيام بمشروع تربوي شامل وجامع لسنن الله الرحمانية في كيفية التعامل بين أفراد وصفوف المجتمع، مستخدماً التكنولوجيا الحديثة، ومختلف الطرق في التواصل الاجتماعي، لاسترجاع أسس الإسلام الحقيقي الرحماني النبوي إلى أوساط الأمة والشباب، وحتى تضمحل (القوى السلطوية الباغية). والحمد لله رب العالمين. {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24].

 


 ([1]) في مغازي الواقدي (2/ 804): عَنْ عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قَالَ: لَمّا سَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْعَرْجِ، فَكَانَ فِيمَا بَيْنَ الْعَرْجِ وَالطّلُوبِ [الطلوب: ماء فى الطريق بين المدينة ومكة. (معجم ما استعجم، ص 454)]، نَظَرَ إلَى كَلْبَةٍ تَهِرّ عَلَى أَوْلَادِهَا وَهُمْ حَوْلَهَا يَرْضَعُونَهَا، فَأَمَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ جُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ أَنْ يَقُومَ حِذَاءَهَا، لَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ مِنْ الْجَيْشِ  وَلِأَوْلَادِهَا.

([2]) يقول الله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ *قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ * وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ * وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ * فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ * فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ *وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } [الذاريات: 31 – 46].


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.