الإسلام يصطنع الوسائل لإنهاء مؤسسة الحرب

Islam Deploys Instruments Towards Eliminating War and Conflict

بقلم فيصل برهان
تحرير د. علاء الدين زعتري
تاريخ النشر:٢٠٢١

الاسلام الإسلام يصطنع الوسائل لإنهاء مؤسسة الحرب

“القرآن أراد أن يتوسل الوسائل (يصطنع الوسائل والآليات) التي تنهي مؤسسة الحرب” – الدكتور عدنان ابراهيم

الإسلام الحقيقي (إن طبق) بالشكل الذي أتصوره تنتهي كل الحروب في العالم. الإسلام لديه القدرة أن يؤاخي بين كل شعوب العالم، ويقضي على الحروب يحقق الإخاء ويجعل من العالم أمة واحدة.” المرحوم الشيخ الدكتور أحمد كفتارو

كيف ولماذا أصبح الانشقاق والقتل والاغتيال والقتال عند المسلمين بين أنفسهم ومع غيرهم شيئاً اعتيادياً، شائعاً ومقبولاً؟ علماً بأن قتل النفس، أيا كانت، مسلمة او غير مسلمة، محرم بنص كتاب الله. وبالاضافة، فان القرآن ما زال يقدِّم الغزير من الوسائط لإيقاف الكراهية والعنف والعداء.

وزيادة على ذلك فهناك سمات كثيرة تتحدث عن سلمية الإسلام وعن تكوين علاقات ودية فاضلة مع بني البشر وخاصة منهم أهل الكتاب. والمقالة هذه تبرز بعضا من هذه النماذج.

توسل إنهاء مؤسسة الحرب بآلية الرفق واللين ودفع السيئة بالحسنة

كيف يكون لنبي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ،” أن لا يكون بناؤه وتأسيسه إلا على الرحمة والرفق، بعيدا عن الشدة والقسوة والعنف؟  عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ:

“اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ” رواهُ التِّرْمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.

https://binbaz.org.sa/audios/2164/26-من-حديث-اتق-الله-حيثما-كنت-واتبع-السيىة-الحسنة-تمحها 

وفيما يقوله الدكتور عدنان ابراهيم في هذا المجال: “كثيرةٌ هي الآيات والأحاديث التي تُوجِّه أنظار المسلمين وتستحث عزائمهم على مُعالَجة الأمور والتعاطي معها بالرفق وباللين، وهذه الآية رأسٌ في هذه النصوص: 

قال الله تعالى: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” [فصلت: 34].

هي آية على إطلاقها؛ فلم تُحدِّد مجالاً مخصوصاً لعملها وشُغلها، إنما هي عامة ومُطلَقة هكذا – {فَإِذَا الَّذِي} – الذي اسم موصول من ألفاظ العموم، – {بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، سواء من أهل الدين والمِلة، أو من غير أهل الدين والمِلة، وعلى مُستوى الحاكم والمحكوم، عالماً كان هذا الخصمُ أو جاهلاً، فتعم الأشخاص وهى مُطلَقة في أحوالهم وصفاتهم.

ومن ناحية أخرى يقول الله تعالى:

وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.” [المائدة: 45].

أي: إن الاعتداء الواحد يُرَد عليه باعتداء واحد فقط. فهو يُريد أن يضع حداً للعنف المُنفلِت بأسماء وعناوين كثيرة.

ولكن القرآن في الوقت نفسه يقول: “فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ” [المائدة: 45].

أي: إن من الأفضل والأحسن ألا ترد الاعتداء، فتحدث المُسامَحةٌ ولكن ماذا لي يا رب بعد ذلك؟ 

قال الله: إن هذا سوف يكون كفّارة لك عن ذنوبك، ومن ثم سوف تُصبِح أبيضاً بإذن الله.

وحتى في القصاص القرآن نادى بالشيء نفسه، وقال:

 “فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ” [البقرة: 178].

فالله يقول لك: هذا أخوك فاعف عنه، والنبي عليه افضل الصلاة والسلام قال: “إِنْ قَتَلَهُ ـ قصاصاً ـ فَهُوَ مِثْلُهُ”([1])، أي: إنه سوف يُصبِح قاتلاً حتى ولو كان مُقتَصاً، فهو سيبقى قاتلاً.

الرسول – عليه الصلاة وأفضل السلام – يقول في الحديث الذي نحفَّظه جميعاً، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:

إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ.([2]).

 فالرفق هو البديلُ الأحسن والخيارُ الأفضل، وهو النهجُ الآمن والأقصر وربما الأسرع.

العنف في الإسلام لم يرد في الكتاب والسُنة إلا مشروطاً، من باب الرد على عنف الآخرين. ما هو موقف القرآن من القتال؟ الإجابة جلية في قوله تعالى:

وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.” [البقرة: 190].

أي: القتال مشروط بعداء مسبوق، وبأن يكون بالمثل، وإلا يصبح عدائياً وإثماً. الحراب في الاسلام مقنن ومشروط وهو آخر ملاذ. يقول الدكتور خالد ابو الفضل في كتابه، السرقة الكبرى – اِصطِراع الاسلام من المغالين، 

في كل مرة حث القرآن المسلمين على القتال، اسرع بانشاد المسلمين لعدم الاعتداء والبغي بل لانتحاء السلام.

 توسل إنهاء مؤسسة الحرب من سيرة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه 

تعقيبا على الآية أعلاه، يتابع الدكتور إبراهيم قائلاً: “إذن العنف مشروط، وأنا على يقين أن الرسول – عليه الصلاة وأفضل السلام – كان يعلم أن هذا العنف المشروط ما منه بُدٌ، وإلا الذي كان يصبو إليه الرسول هو أن يُلغي هذا العنف كله من أصله ويختفي العنف وتبقى الحكمة هى الرائد ويبقى الحوار هو الوسيلة الأكثر فعاليةً لإدارة صراعاتنا. 

وفي سيرته  – عليه الصلاة وأفضل السلام – منع في مكة منعاً باتاً، ولم يُتِح مجالاً ولو كان ضيّقاً، للرد على اضطهاد المُشرِكين وعلى عنفهم. 

فشهداء سقطوا، وحدثت العذابات والمرائر، والإهانات والإذلالات، والطرد والتهجير، فهناك هجرتا الحبشة الأولى والثانية، ثم بعد ذلك الهجرة الأخيرة.

ومع ذلك، الرسول مُستعصَمٌ بالعفو، ومُستعصَمٌ بالمُسامَحة، ومُستعصَمٌ بالصبر، وداعٍ إلى ذلك.  

والتعليل، وأحسب أنه تعليلٌ خاطئ – أن المسلمين كانوا قلة، وكانوا في ضعف، ولو قد رَدُّوا لَفَنَوا، ولاجتُثَت خضراؤهم، وهذا غير دقيق، وإلا لماذا أمَّنهم حين عاد إلى مكة، وفتحها، وهم لا يزالون في الأمس القريب ينقضون العهود والمواثيق، وينصبون له الحرب العوان؟

 فلماذا لم يُعمِل فيهم السيف، أو في أنفار كثيرين منهم؟ ويقول: “ اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ.“؟([3]).

لم يفعل هذا وهو الأقوى والأكثر عُدةً وعديداً، وأيضاً في المدينة المنورة – وقد كان سيد المدينة وإمامها، ورأسها ومسموع الكلمة، ومهيب الجانب وحصيناً – أمرهم بالكف عن المُنافِقين الذين آذوه في أهله، وفي شخصه، وفي ذمته، ودِينه، وأمانته، والذين خذلوه في أكثر من واقعة، وما واقعة أُحد ببعيدٍ منا، وهم خذلوه في أُحد، وفي غير أُحد، فخذلوه وانخذلوا بثُلث الجيش([4])، وهذه خيانة عُظمى، ومع ذلك لم يقتلهم ولم يأذن بقتلهم([5])، أكان ضعيفاً؟ أكان قليلاً؟

التفسير الوحيد الذي يستطيع أن ينجح في الحالات الثلاث هو أن النبي لم يكن، وليس من شأنه أن يكون ـ ألبتة ـ مع إشعال نار حرب أهلية، داخل البلد الواحد، وداخل الأمة الواحدة، فهذا لا يجوز؛ وإن اختلفت الأديان والأيدولوجيات، هذا مُشرِك وهذا مُوحِّد، هذا مسلم صادق وهذا مُنافِق وهذا مُشرِك. والعجيب أنه قهرهم بهذا العفو، وبهذا الإحسان، وبهذه العظمة. ففي داخل الأمة الواحدة ـ دائماً ـ لا بد أن ننحاز إلى أساليب أُخرى في التغيير، أما السيف فلا، فالسيف عنف مشروط ضد مَن يعتدي علينا فحسب.”

في برنامج الوجه الآخر، يحدث الدكتور علاء الدين الزعتري عن بعض مآلات آيات القتال، وكيف تجب قراءتها وفهمها.

توسل إيقاف مؤسسة الحرب من شرعية الجهاد القتالي

الدكتور الزعتري يصف الجهاد المندوب للقتال قائلا:

هو جهاد شرع للدفاع عن النفس ولتحقيق العدالة ونصرة المظلومين والمستضعفين في الأرض، ولو كانوا غير مسلمين. وهو جهاد لصد من استباح الديار واحتلها، واستذل الناس وحاربهم قولاً وفعلاً. قال الله تعالى: “وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ القَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِياً وَاجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً الَذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أُوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً.” [النساء: 75، 76].

إن للجهاد القتالي ظروفه، وله شروطه، وله أحكامه، هو من باب المعاملة بالمثل، “فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ.” [البقرة: 194]. فلم يشرع الجهاد القتالي إلا لرد العدوان؛ بدليل قوله تعالى: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 192]، وقوله عزَّ وجلَّ: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193].” 

توسل إيقاف مؤسسة الحرب من آيات الله في القتال بين طائفتين من المؤمنين 

ومن الآيات العجيبة التي تَؤول الى ايقاف مؤسسة الحرب هي قوله تعالى:

وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.” [الحجرات: 9].

في هذه الآيات حِكَمٌ بالغة في وجوب ندرة وقوع الاقتتال بين طوائف المسلمين. فـ “إن” تفيد أنه ينبغي ألا يقع إلا نادراً. وأيضاً لكون الطائفتين مؤمنتين يقتضي ألا يقع القتال منهما، والزيادة فيه هو زيادة في الفسوق. وعند الإصلاح فالنداء الإلهي أتى قائلاً {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9]، وليس بينهم، إشارة إلى وجوب الإصلاح بين قيادة الطائفتين وليس بين المتقاتلين. فرفض الإصلاح ووقف القتال من احدى القيادتين أو كلاهما يعتبر فسوقاً.  وفي الآية مفتاح آخر لإنهاء الشدة والعنف إذ تقول: {فَإِنْ بَغَتْ} [الحجرات: 9]. فالبغي يفيد الندرة، وقلة الوقوع لدى المؤمنين.

وربما قائل يقول كيف القول بأن القرآن يهدف إلى إنهاء مؤسسة الحرب وهو الآن يأمر بالقتال، إذ يقول: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [الحجرات: 9]؟ 

في هذا يقول الفخر الرازي صاحب التفسير الكبير:

أما القتال هنا فهو إلى حد الفيئة([6])، وحتى تصحوا الفئة الظالمة وتدرك خطأها، فإن أدركت الخطأ، وجب وقف القتال ووجب الإصلاح بالعدل([7])ثم يلحقها الفخر الرازي قائلاً: (وَفِيهِ مَعْنًى لَطِيفٌ وَهُوَ أَنَّهُ تَعَالَى أَشَارَ إِلَى أَنَّ مَنْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ وَبَغَى لَا يَكُونُ رُجُوعُهُ بِقِتَالِكُمْ إِلَّا جَبْرًا)([8]). فيه إشارة إلى ان هناك أُناس لا يرتدعون عن فعل الظلم إلا بالقتال.

 أما شرعة إلحاق الحرب بالإصلاح والعدل، {فَإِنْ فَاءَتْ} [الحجرات: 9]، (أي الفئة الباغية) {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا} [الحجرات: 9]، هو حكمة الله في منع نشوب الحرب مرة أخرى بين الطائفتين. فالحكم بالعدل والقسط ما هو إلا ضمان لعدم إثارة الفتنة مرة أخرى. فبالعدل تخصيصاً وبالقسط تعميماً، كما يقول الفخر الرازي([9])، يدعوان، معاً، إلى إغلاق أي منفذ للقتال. 

توسل تعليق الحروب بالآية “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” ٦٠ الأنفال

رب سائل يقول، فما بال الآية التي تطلب إعداد العدد للقتال: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ,” أليس فيها دعوة للقتال؟ الجواب لدى المفسرين أن هذه الآية تستهدف منع وقوع الحرب، كيف؟ يقول الدكتور مزمل صديقي، رئيس مجلس الفقه في أمريكا الشمالية، في الفيلم الوثائقي تراث من السلام، تعليقا على هذه الآية، 

الإسلام لا يريد الحرب. يجب الابتعاد عن الحرب ما امكن. لهذا يتحدث الاسلام عن بناء واكتساب أكبر كمية من القوى الحرابية. فحين يرى العدو متسع القوى الحربية لديك، فإنه يرتدع عن الهجوم وعليه فلن تكون هناك حرب.”  

وفي هذه الاية يعلل الفخر الرازي صاحب التفسير الكبير إعداد القوة إنما هو للتخويف والردع. هذا التخويف له عدد من الفوائد، أولها عدم الهجوم على ديار المسلمين. فما يقوله هو الآتي: 

“﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وعَدُوَّكُمْ﴾ وذَلِكَ أنَّ الكُفّارَ إذا عَلِمُوا كَوْنَ المُسْلِمِينَ مُتَأهِّبِينَ لِلْجِهادِ ومُسْتَعِدِّينَ لَهُ مُسْتَكْمِلِينَ لِجَمِيعِ الأسْلِحَةِ والآلاتِ خافُوهم، وذَلِكَ الخَوْفُ يُفِيدُ أُمُورًا كَثِيرَةً:

أوَّلُها: أنَّهم لا يَقْصِدُونَ دُخُولَ دارِ الإسْلامِ.
وثانِيها: أنَّهُ إذا اشْتَدَّ خَوْفُهم فَرُبَّما التَزَمُوا مِن عِنْدِ أنْفُسِهِمْ جِزْيَةً.
وثالِثُها: أنَّهُ رُبَّما صارَ ذَلِكَ داعِيًا لَهم إلى الإيمانِ.
ورابِعُها: أنَّهم لا يُعِينُونَ سائِرَ الكُفّارِ.
وخامِسُها: أنْ يَصِيرَ ذَلِكَ سَبَبًا لِمَزِيدِ الزِّينَةِ في دارِ الإسْلامِ.
فَإنْ قِيلَ: المُنافِقُونَ لا يَخافُونَ القِتالَ فَكَيْفَ يُوجِبُ ما ذَكَرْتُمُوهُ الإرْهابَ؟ قُلْنا: هَذا الإرْهابُ مِن وجْهَيْنِ:

الأوَّلُ: أنَّهم (المنافقون او من على عداء للمسلمين) إذا شاهَدُوا قُوَّةَ المُسْلِمِينَ وكَثْرَةَ آلاتِهِمْ وأدَواتِهِمُ انْقَطَعَ عَنْهم طَمَعُهم مِن أنْ يَصِيرُوا مَغْلُوبِينَ، وذَلِكَ يَحْمِلُهم عَلى أنْ يَتْرُكُوا الكُفْرَ في قُلُوبِهِمْ وبَواطِنِهِمْ ويَصِيرُوا مُخْلِصِينَ في الإيمانِ.
والثّانِي: أنَّ المُنافِقَ مِن عادَتِهِ أنْ يَتَرَبَّصَ ظُهُورَ الآفاتِ ويَحْتالَ في إلْقاءِ الإفْسادِ والتَّفْرِيقِ فِيما بَيْنَ المُسْلِمِينَ، فَإذا شاهَدَ كَوْنَ المُسْلِمِينَ في غايَةِ القُوَّةِ خافَهم وتَرَكَ هَذِهِ الأفْعالَ المَذْمُومَةَ.”

https://tafsir.app/alrazi/8/60

للمزيد من المعلومات عن بعض الآيات التي فسرت بأنها تعلم العنف، الرجاء النظر الى مقالاتنا:

السياسة الخارجية للإسلام: حرب أم سلم

https://islamic-study.org/foreign-policy-of-islam-peace-or-war/

 و آيات قرآنية مغلوطة التفسير

https://islamic-study.org/quranic-misinterpreted-verses/

أسأل الله تعالى أن يفتح قلوبنا لمعرفة هذه الحقائق التي غابت من حياتنا وأن ينور بصائرنا وبصائر المسلمين لهذا الهدي القرآني. 

الهامش

([1]) في صحيح مسلم (3/ 1307)، 32 – (1680) أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ، قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَقُودُ آخَرَ بِنِسْعَةٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا قَتَلَ أَخِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقَتَلْتَهُ؟» فَقَالَ: إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَعْتَرِفْ أَقَمْتُ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ – قَالَ: نَعَمْ قَتَلْتَهُ، قَالَ: «كَيْفَ قَتَلْتَهُ؟» قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَهُوَ نَخْتَبِطُ مِنْ شَجَرَةٍ، فَسَبَّنِي، فَأَغْضَبَنِي، فَضَرَبْتُهُ بِالْفَأْسِ عَلَى قَرْنِهِ، فَقَتَلْتُهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ لَكَ مِنْ شَيْءٍ تُؤَدِّيهِ عَنْ نَفْسِكَ؟» قَالَ: مَا لِي مَالٌ إِلَّا كِسَائِي وَفَأْسِي، قَالَ: «فَتَرَى قَوْمَكَ يَشْتَرُونَكَ؟» قَالَ: أَنَا أَهْوَنُ عَلَى قَوْمِي مِنْ ذَاكَ، فَرَمَى إِلَيْهِ بِنِسْعَتِهِ، وَقَالَ: «دُونَكَ صَاحِبَكَ»، فَانْطَلَقَ بِهِ الرَّجُلُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ»، فَرَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ: «إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ»، وَأَخَذْتُهُ بِأَمْرِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا تُرِيدُ أَنْ يَبُوءَ بِإِثْمِكَ، وَإِثْمِ صَاحِبِكَ؟» قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ – لَعَلَّهُ قَالَ – بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ ذَاكَ كَذَاكَ»، قَالَ: فَرَمَى بِنِسْعَتِهِ وَخَلَّى سَبِيلَهُ. (بنسعة) هي حبل من جلود مضفورة جعلها كالزمام له يقوده بها. (فقال إنه لو لم يعترف) هذا قول القائد الذي هو ولى القتيل أدخله الرواي بين سؤال النبي صلى الله عليه وسلم وبين جواب القاتل يريد أنه لا مجال له في الإنكار. (نختبط) أي نجمع الخبط وهو ورق السمر بأن يضرب الشجر بالعصا فيسقط ورقه فيجمه علفا. (على قرنه) أي جانب رأسه. (إن قتله فهو مثله) الصحيح في تأويله أنه مثله في أنه لا فضل ولا منة لأحدهما على الآخر لأنه استوفى حقه منه بخلاف ما لو عفا عنه فإنه كالن له الفضل والمنة وجزيل ثواب الآخرة وجميل الثناء في الدنيا. (فرجع) أي فأبلغه رجل كلام النبي صلى الله عليه وسلم فرجع. (أما تريد أن يبوء بإثمك وإثم صاحبك) أراد بالصاحب هنا أخاه المقتول قال ابن الأثير البوء أصله اللزوم فيكون المعنى أن يلتزم ذنبك وذنب أخيك ويتحملهما وقال النووي قيل معناه يتحمل إثم المقتول بإتلافه مهجته وإثم الولي لكونه فجعه في أخيه.

([2]) المعجم الكبير للطبراني (2/ 306)، 2273.

([3]) في السنن الكبرى للبيهقي (9/ 200)، 18276، حَكَى الشَّافِعِيُّ عَنْ أَبِي يُوسُفَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ: “مَا تَرَوْنَ أَنِّي صَانِعٌ بِكُمْ؟” قَالُوا: خَيْرًا , أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ: “اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ”. قَالَ الشَّيْخُ: وَإِنَّمَا أَطْلَقَهُمْ بِالْأَمَانِ الْأَوَّلِ الَّذِي عَقَدَهُ عَلَى شَرْطِ قَبُولِهِمْ، فَلَمَّا قَبِلُوهُ قَالَ: “أَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ”. يَعْنِي بِالْأَمَانِ الْأَوَّلِ.

([4]) في مصنف عبد الرزاق الصنعاني (5/ 363)، 9735 – عَنْ عُرْوَةَ فِي قَوْلِهِ: {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 152] إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ غَزَا أَبُو سُفْيَانَ وَكُفَّارُ قُرَيْشٍ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي لَبِسْتُ دِرْعًا حَصِينَةً، فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ، فَاجْلِسُوا فِي ضَيْعَتِكُمْ، وَقَاتِلُوا مِنْ وَرَائِهَا، وَكَانَتِ الْمَدِينَةُ قَدْ شُبِّكَتْ بِالْبُنْيَانِ فَهِيَ كَالْحِصْنِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْرُجْ بِنَا إِلَيْهِمْ فَلْنُقَاتِلْهُمْ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ [ص:364]: نَعَمْ وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ، إِنَّا وَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِنَا عَدُوُّ قَطُّ فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ، فَأَصَابَ فِينَا، وَلَا تَنَيْنَا فِي الْمَدِينَةِ، وَقَاتَلْنَا مِنْ وَرَائِهَا إِلَّا هَزَمْنَا عَدُوُّنَا، فَكَلَّمَهُ أُنَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْرُجْ بِنَا إِلَيْهِمْ، فَدَعَا بِلَأْمَتِهِ فَلَبِسَهَا، ثُمَّ قَالَ: «مَا أَظُنُّ الصَّرْعَى إِلَّا سَتَكْثُرُ مِنْكُمْ وَمِنْهُمْ، إِنِّي أَرَى فِي النَّوْمِ مَنْحُورَةً» فَأَقُولُ: «بَقَرٌ، وَاللَّهِ بِخَيْرٍ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَاجْلِسْ بِنَا فَقَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ إِذَا [ص:365] لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يَلْقَى النَّاسَ، فَهَلْ مِنْ رَجُلٍ يَدُلُّنَا الطَّرِيقَ عَلَى الْقَوْمِ مِنْ كَثَبٍ؟» فَانْطَلَقَتْ بِهِ الْأَدِلَّاءُ بَيْنَ يَدَيْهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشَّوْطِ مِنَ الْجَبَّانَةِ، انْخَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ بِثُلُثِ الْجَيْشِ أَوْ قَرِيبٍ مِنْ ثُلُثِ الْجَيْشِ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَقُوهُمْ بِأُحُدٍ وَصَافُّوهُمْ، وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَى أَصْحَابِهِ إِنْ هُمْ هَزَمُوهُمْ أَنْ لَا يَدْخُلُوا لَهُمْ عَسْكَرًا، وَلَا يَتْبَعُوهُمْ فَلَمَّا الْتَقَوْا هَزَمُوا، وَعَصَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَنَازَعُوا وَاخْتَلَفُوا ثُمَّ صَرَفَهُمُ اللَّهُ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيهِمْ، كَمَا قَالَ اللَّهُ، وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ وَعَلَى خَيْلِهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَتَلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَبْعِينَ رَجُلًا، وَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ شَدِيدَةٌ، وَكُسِرَتْ رُبَاعِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَمِيَ وَجْهُهُ، حَتَّى صَاحَ الشَّيْطَانُ بِأَعْلَى صَوْتَهِ، قُتِلَ مُحَمَّدٌ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ عَرَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَرَفْتُ عَيْنَيْهِ مِنْ وَرَاءِ الْمِغْفَرِ، فَنَادَيْتُ بِصَوْتِي الْأَعْلَى: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اسْكُتْ، وَكَفَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ [ص:366]، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وُقُوفٌ، فَنَادَى أَبُو سُفْيَانَ بَعْدَمَا مُثِّلَ بِبَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجُدِعُوا، وَمِنْهُمْ مَنْ بُقِرَ بَطْنُهُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي قَتْلَاكُمْ بَعْضَ الْمَثَلِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ عَنْ ذَوِي رَأَيْنَا وَلَا سَادَتِنَا، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: اعْلُ هُبَلْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ فَقَالَ: أُنْعِمْتَ عَيْنًا، قَتْلَى بِقَتْلَى بَدْرٍ فَقَالَ عُمَرُ: لَا يَسْتَوِي الْقَتْلَى، قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَقَدْ خِبْنَا إِذًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا رَاجِعِينَ، وَنَدَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ فِي طَلَبِهِمْ، حَتَّى بَلَغُوا قَرِيبًا مِنْ حَمْرَاءِ الْأَسَدِ، وَكَانَ فِيمَنْ طَلَبَهُمْ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَذَلِكَ حِينَ قَالَ اللَّهُ: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].

([5]) في تفسير ابن كثير، (9/ 113)، (دعه لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه).

([6]) في تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (28/ 105): (فَقَوْلُهُ فَإِنْ بَغَتْ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ لِأَنَّهُ يُفِيدُ النُّدْرَةَ وَقِلَّةَ الْوُقُوعِ، وَفِيهِ أَيْضًا مَبَاحِثُ الْأَوَّلُ: قَالَ: فَإِنْ بَغَتْ وَلَمْ يَقُلْ فَإِنْ تَبْغِ لِمَا ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: اقْتَتَلُوا وَلَمْ يَقُلْ يَقْتَتِلُوا الثَّانِي: قَالَ: حَتَّى تَفِيءَ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْقِتَالَ لَيْسَ جَزَاءً لِلْبَاغِي كَحَدِّ الشُّرْبِ الَّذِي يُقَامُ وَإِنْ تَرَكَ الشُّرْبَ، بَلِ الْقِتَالُ إِلَى حَدِّ الْفَيْئَةِ، فَإِنْ فَاءَتِ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ حَرُمَ قِتَالُهُمْ).

([7]) في تفسير القرطبي (16/ 320): (فَحَمْلُ الْإِصْلَاحِ بِالْعَدْلِ فِي قَوْلِهِ” فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ” عَلَى مَذْهَبِ مُحَمَّدٍ وَاضِحٌ مُنْطَبِقٌ عَلَى لَفْظِ التَّنْزِيلِ).

([8]) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (28/ 106).

([9]) في تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (28/ 106)/ (قَوْلُهُ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ كَانَ فِيهِ تَخْصِيصٌ بِحَالٍ دُونَ حَالٍ فَعَمَّمَ الْأَمْرَ بِقَوْلِهِ وَأَقْسِطُوا أَيْ فِي كُلِّ أَمْرٍ مُفْضٍ إِلَى أَشْرَفِ دَرَجَةٍ وَأَرْفَعِ مَنْزِلَةٍ وَهِيَ مَحَبَّةُ اللَّهِ).

 

 


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.