ما الذي يدور في مخيلتك اذ انت على متن طائرة على علو ١٢الف كم فوق القطب الشمالي؟ الكرة الارضية من الاسفل تسبح في الفضاء وانت تعلوها تنظر معالمها وخلائق الله عليها من طير وحيوان وشجر وجبال واودية وبحار وكائنات مالا يحصيه ويعلمه الاخالقه. هل تستشعر لم أقسم الله تعالى بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم، وأنه لا يمسه إلا المطهرون الذين هم من أصحاب القلوب الطاهرة؟
دعنا نعود لبعض من آيات هذا القرآن فلربما نحظى ببعض الشعور لهذا القسم العظيم.
“سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم. له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم. هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش. يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم وهو بكل شيء بصير. له ملك السماوات والأرض وإليه ترجع الأمور. يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور.” الحديد
ففي بضع آيات لهذا الكتاب تم وصف لعلوم في خلق الكون ومسيرة البشرية وتحكم الله تعالى بهذا الخلق العظيم وعلمه العميق الأزلي وحتى بخلجات الكائنات بحيث لو كانت البحار حبر والشجر اقلام لم تكن كافية لتدوين او ايضاح العلوم التي احتوت معانيها هذه الآيات الكريمات. أليس هذا بوازع لاستشعار رحمات الله تعالى وحلمه في خلقه، وعليه يبدو جانب من لم أقسم الله تعالى بهذا القسم العظيم. فمعاني آيات هذا القرآن الكريم لا تسعها ولاتتفهمها إلا القلوب المليئة في حب الله؟ فسبحانه وتعالى وحمدا له لعظمته وابداعه في خلقه.